مترددون...متشككون...متخوفون...متذبذبون...حيارى...أو تائهون
أولئك هم ((العاجيّون)) الذين آثروا أن يظلوا في برجهم (العاجي) إلى أن يأتي فرج الله
يا فرج الله يا رب
.....................
تطرأ على حياتنا كثير من المتغيرات يوما بعد يوم , والعالم كله يتغير ويتعرض لموجات من التغيير ذي الإيقاع السريع
نتعرض في كل يوم إلى احتياجات جديدة في أفكارنا ووسائلنا وأداءنا وآلياتنا وكل أمورنا
يتغير الواقع من حولنا..فنحتاج لأن نكون معه أكثر مرونة وقابلية للتكيف
وإلا
فلن يصبح لنا مكانا في العالم أصلا....إلا إذا اعترفنا أننا قد آثرنا برجنا العاجي على أي مكان آخر على خريطة الأرض
........
هو فيه أيه....صح؟؟
الإنسان بطبيعته عدو ما يجهل, ولذلك فهو خائف من المجهول أو مما سبق أن فشل في عمله
ولذلك
فقد توجد بيننا شخصيات تؤخرنا وتعطلنا بل وتمنع مسيرتنا من الأساس دون أن تدري..بل وأحيانا بحسن النية
أولئك هم (العاجيّون) أصحاب برجهم العاجي العالي البعيد
هذه الشخصيات التى تخاف من خوض غمار تجربة جديدة, أو دخول مجال مبهوهم بالنسبة لهم, ويرفعون شعار
"إعطي العيش لخبازه"
وعندهم يقين راسخ أن خبازه لا يمكن أن يوجد في وسطهم, فطبيعة حياتهم لا يمكن ان تجعل منهم خبازون مهرة, أو فنانون , أو مبدعون
مغيرون حتى وإن ظنوا أنهم كذلك
الخلاصة
أن أي فكرة جديدة تطرح أمام (العاجيّون) يتخوفون من تجربتها ويتعللون بفشل التجارب السابقة في تحقيقها, وينتظرون أن يأتي فرج الله ليحل المشكلة ووتنجح التجربة ذاتيا دون الحاجة لأن ينزلوا من برجهم العاجي ليغبروا أقدامهم في
تراب التجربة
................
أي مسألة مستجدة
تحتاج لفرسان يخوضونها...يقدمون ويتمهلون , يجتهدون فيصيبون ويخطؤون, يفكرون فيصعدون ويهبطون
حتى يصلون إلى فكرة يستطيعون بها حل المستجدات دون إفراط أو تفريط
........
إن الهروب من الواقع السئ بزعم استحالة تغييره إلا عن طريق تقديم التنازلات لهو شماعة علق عليها الفاشلون فشلهم
أو غطى بها الكسالى كسلهم... وإرضاءا لأنفسهم آثروا أن يغلفوها بغطاء الحفاظ على الثوابت والقيم وما إلى ذلك
...........
أيها العاجيّيون
رفقا بنا
ورفقا بالأمة الموكوسة
ورفقا بأبناء الأمة وبناتها الذين تأخرونهم بكلامكم يوما بعد يوم
لا نشكك في نواياكم
ولا نطعن في إخلاصكم
غير أن الإخلاص والصدق لا يكفون وحدهم...إذا ما غاب عنصر فهم الواقع وإطلاق العنان للتفكير في إيجاد الحلول
الأمة قد اكتفت بما فيها من (العاجيّين)...وحققت اكتفاءا ذاتيا من الأبراج العاجية
وقد آن الأوان لأن تختاروا فيه بين شيئين
إما أن تنزلوا بأنفسكم لتخوضوا غمار التجربة وتجتهدوا فتصيبوا وتخطؤا
فإن أبيتم...فاتركوا غيركم من الذين كرهوا الأبراج العاجية أن ينزلوا ويبحثون هم عن حل
قد تكونون أنتم قد فشلتم في إيجاده